الأربعاء، 21 ديسمبر 2011

فضل شهرالله المحرم

مقدمة
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله.
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي نبينا
محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
وبعد:
فإن من حكمة الله تعالى في خلقه أن فضل الأزمان والشهور بعضها على بعض ومن حكمته تعالى أن اختص بعضها بمزيد حرمة وعناية فجعل بعضها أشد حرمة من غيره، فمن ذلك الأشهر الحرم فقد حذر الله عباده وجعل تعظيم شعائرها كما جعل تعظيم حرمات الله خيرًا للعباد عند ربهم. وإن من توفيق الله للعبد أن ييسره للهداية وتسهل عليه طاعة الله ورسوله فمن النجاة الاستمساك بكتابه سبحانه وسنة رسوله
لهذا العمل
فعلينا أن نغتنم هذه المواسم والنفحات من الرحيم الرحمن جل جلاله، فقد قال رسول الله: «إن لربكم في أيام دهركم نفحات فتعرضوا له لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبدًا»([1]).
وفي هذه الرسالة المسماة بـ(شهر الله المحرم فضائل وأحكام) عرض موجز لبعض الفضائل والأحكام المتعلقة بهذا الشهر المعظم شهر الله المحرم وفضل صيام عاشوراء مع أكمل المراتب لصيامه.
ولا يسعني في الختام إلا أن أشكر الله  الذي هداني وما كنت لأهتدي لولا أن منَّ الله عليَّ بذلك، ثم أشكر كلَّ من قام بمراجعة هذه الرسالة أو أرشد إلى تعديل أو إضافة، سائلًا الله أن يجعله خالصًا صوابًا، وأن يجعله مما ينتفع به في الحياة وبعد الممات، وما كان فيه من حقٍ وصوابٍ فمن الله وحده، وما كان من خطأٍ أو سهوٍ
فمن نفسي والشيطان، والله  ورسوله  منه بريئان.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين0
       
حرمة شهر الله المحرم
قال الإمام القرطبي ـ رحمه الله ـ في تفسيره: «خص الله تعالى الأشهر الحرم بالذكر ونهى عن الظلم فيها تشريفًا لها، وإن كان منهيًا عنه في كل الزمان، وعلى هذا أكثر أهل التأويل، أي: لا تظلموا في الأربعة أشهر الحرم أنفسكم

وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله في تفسيره:
يحتمل أن الضمير يعود إلى الإثنى عشر شهرًا، وأن الله تعالى بين أنه جعلها مقادير للعباد، وأن تُعمر بطاعته، ويُشكر الله تعالى على مِنتِه بها وتقييضها لصالح العباد، فلتحذروا من ظلم أنفسكم فيها. ويحتمل أن
الضمير يعود إلى الأربعة الحُرم، وأن هذا نهي لهم عن الظلم فيها، خصوصًا مع النهي عن الظلم كل وقت، لزيادة
تحريمها، وكون الظلم فيها أشد من غيرها»
ويتبين فضل هذا الشهر أيضًا بإضافته إلى الله  فيقال: (شهر الله المحرم) وهذه إضافة تشريف وتفضيل، كمثل: بيت الله وناقة الله.
وفي الصحيحين من حديث أبي بكرة  أن النبي  خطب في حجته فقال: «إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا منها أربعة حُرُم، ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مُضر الذي بين جمادى وشعبان».
قال الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله ـ في تفسيره: «فإنما أضافه إلى مُضر ليُبين صحة قولهم في رجب إنه الشهر الذي بين جمادى وشعبان0

المحرم هو الشهر الذي بين شعبان وشوال وهو رمضان اليوم، فبيَّن أنه رجب مضر لا رجب ربيعة، وإنما كانت الأشهر المحرمة أربعة ثلاثة سرد وواحد فرد، لأجل أداء مناسك الحج والعمرة فحُرِّم قبل أشهر الحج شهرًا وهو ذو القعدة لأنهم يقعدون فيه عن القتال، وحُرِّم شهر ذو الحجة لأنهم يوقعون فيه الحج ويشتغلون بأداء المناسك، وحُرِّم بعده شهرًا آخر وهو المحرم ليرجعوا فيه إلى أقصى بلادهم آمنين، وحُرِّم رجب في وسط الحول لأجل زيارة البيت والاعتماد به لمن يقدم إليه من أقصى جزيرة العرب فيزوره
ثم يعود إلى وطنه فيه آمنًا0

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

مشكووووووووووووووووووور كتير

غير معرف يقول...

بارك الله فيك اخى وزادك من علمه
الاخصائى